استخدام الحمض النووي DNA في اختراق البيانات

 استخدام الحمض النووي DNA في اختراق البيانات


في عام 2017، نجح فريق من العلماء في اختراق جهاز كمبيوتر باستخدام الحمض النووي DNA، وهو ما يمثل خطوة مهمة في فهم المخاطر الأمنية المحتملة للمعلومات الجينية. فقد قام باحثون في جامعة واشنطن بتشفير برامج ضارة malware في تسلسل قصير من الحمض النووي واستخدموها للسيطرة على جهاز كمبيوتر يقوم بتحليل البيانات الجينية.

ولإنشاء البرنامج الخبيث، قام الفريق بترجمة أمر كمبيوتر بسيط إلى امتداد قصير من 176 حرفا من الحمض النووي، والتي تم الإشارة إليها بـ A وG وC وT. بعد ذلك، قام العلماء بقراءة التسلسل باستخدام الة قراءة تسلسلات الحمض النووي Sequencer، والتي قرأت أحرف الجينات، وخزنتها كأرقام ثنائية، 0 و1.


إن هذا "الاستغلال القائم على الحمض النووي" يثير المخاوف بشأن الهجمات المستقبلية المحتملة. فقد يستخدم المتسللون عينات مزيفة من الدم أو اللعاب للتسلل إلى أجهزة الكمبيوتر ، أو سرقة البيانات من مختبرات الطب الشرعي، أو إصابة ملفات الجينوم المشتركة بين العلماء.

و بينما يعترف الباحثون بأن تجربتهم كانت خاضعة لسيطرة شديدة ويتطلب تعطيل ميزات الأمان، فإنه يسلط الضوء على نقاط الضعف في الأنظمة التي تعالج المعلومات الجينية. فقد استغل الهجوم ثغرة في تجاوز سعة المخزن المؤقت، مما يسمح للبرامج الضارة المشفرة بتنفيذ أمر متصل بخادم يتحكم فيه الباحثون، مما يمنحهم فعليا السيطرة على جهاز الكمبيوتر الذي يقوم بالتحليل.

إن هذا البحث يدفع مصنعي الحمض النووي الاصطناعي إلى النظر في إمكانية الاستخدام الخبيث لمنتجاتهم. إن التوافر المتزايد للبيانات الجينية عبر الإنترنت ومن خلال التطبيقات يثير المخاوف بشأن أمن هذه المعلومات الحساسة.  ويؤكد الباحثون أن الأساليب التقليدية يمكن استخدامها أيضا لاستهداف البيانات الجينية، خاصة مع تزايد إمكانية الوصول إليها على نطاق واسع.

يعمل هذا البحث بمثابة جرس إنذار للمجتمع العلمي وأولئك الذين يتعاملون مع البيانات الجينية. ويسلط الضوء على الحاجة إلى زيادة تدابير الأمن لحماية المعلومات الحساسة والتخفيف من التهديدات المحتملة التي تشكلها البرامج الضارة القائمة على الحمض النووي.


المصادر:

MIT Reviews

SWR Cultur باللغة الالمانية


المشاركات الشائعة