في رقصةٍ سرمدية تتجلى معجزة الحياة حين تُولد الخلايا وتكشف عن بداية كل وجود. تُحمل كل خلية جديدة بصمتها الفريدة بحكمة خلقٍ تجددية. عندما يحين موعد الوداع، يكتمل السحر بهدوء تموت الخلية، معلنة دورة جديدة من البعث و التجدد.
تُعد عملية الانقسام الخلوي عملية حيوية تُمكّن الخلايا من التكرار والنمو وتجديد الأنسجة. في الكائنات متعددة الخلايا، يبدأ الانقسام الخلوي بدورة خلوية تشمل مراحل محددة مثل G1 وS وG2، يليها الانقسام الميتوزي الذي يشمل المراحل التقليدية (البروفاز، الميتافاز، الأنفاز، والتيلوفاز) ثم ينقسم السيتوبلازم (Cytokinesis) لتكوين خليتين بنتين متطابقتين وراثيًا. كما يوجد نوع آخر يُعرف بالانقسام الاختزالي (Meiosis) يحدث في الخلايا الجنسية لإنتاج خلايا تحمل نصف العدد الوراثي، وهو ما يساهم في التنوع الجيني
أما موت الخلية المبرمج Apoptosis فهو آلية منظمة وضعيفها الجسم للتحكم في عدد الخلايا وإزالة تلك التي قد تكون تالفة أو غير مرغوب فيها دون أن تُحدث اضطرابات في الأنسجة المحيطة. تُستَخدم في هذه العملية مجموعة من الإنزيمات الخاصة (الكاسباسات Caspases) التي تُفَكِّك مكونات الخلية، مما يؤدي إلى تغييرات بنيوية مثل انكماش الخلية، تكثف الكروماتين، وتشكيل أجسام apoptotic تُلتهم بعد ذلك بواسطة خلايا المناعة. تُعتبر هذه العملية أساسية في التطور الطبيعي و في الوقاية من الأمراض مثل السرطان، إذ تساعد على التخلص من الخلايا المُعيبة التي قد تؤدي إلى اضطراب النسيج الحيوي.
بشكل عام، يُمكن القول إن هاتين العمليتين متكاملتين لتحقيق الاستقرار الحيوي؛ فالانقسام الخلوي مسؤول عن توليد خلايا جديدة للنمو وتجديد الأنسجة، بينما يضمن موت الخلية المبرمج إزالة الخلايا التي لم تعد تؤدي وظائفها بشكل صحيح أو التي قد تشكل خطرًا على سلامة الكائن الحي. تعمل هاتان العمليتان بتناغم دقيق للحفاظ على الاتزان الخلوي وسلامة الجسم على المدى الطويل.
تعليقات
إرسال تعليق